سؤال من أرض فلسطين الحبيبة

20 مايو 2024 م

اطلعنا على الطلب المقدم برقم 294 لسنة 2003م والمتضمن:

جرت العادة في مساجدنا في فلسطين المداومة على قراءة القرآن الكريم قبل الأذان بحوالي عشر دقائق، والحجة هي من أجل تنبيه الناس إلى قرب موعد الأذان.

والسؤال هو: ما حكم هذه العادة؟ وهل هي من البدع الحسنة في الدين كما يقول الكثير من المشايخ الأقصى لدينا في فلسطين؟ مع الرجاء من فضيلتكم سوق الأدلة على هذا الموضوع بحيث لا تبقى أي حجة لمشكك والرد بشكل مفصل وذلك لما لهذا الموضوع من أهمية بالغة لدينا؛ لأنه يتناول جدلا كبيرا في مساجدنا وبين المصلين. وجزاكم الله كل خير ونفع بكم أمة محمد صلى الله عليه وسلم.



إن قراءة القرآن في المسجد قبل الأذان سواء في المذياع أو من المقرئ على افتراض أنه لم يكن موجودا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو في عهد الصحابة فإن هذا لا يجعله ممنوعا ولا يجعله بدعة سيئة، بل هو عبادة مندوب إليها في جميع الأوقات.

وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)). رواه مسلم. والله تعالى يقول: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ الأعراف: 204. وقراءة القرآن في المسجد قبل الأذان من هذا القبيل وكل ما ينبغي في هذا الأمر أن يكون قارئ القرآن يجيد التلاوة ويستمع إليه الناس في أدب وخشوع وصمت وتدبر وبصورة لا تشوش على المصلين، فإذا ما تحقق ذلك كانت قراءة القرآن قبل الأذان في المسجد لا بأس بها ولا حرمة، بل ولا كراهة فيها. ومما ذكر يعلم الجواب. والله سبحانه وتعالى أعلم.